مەقالەکان

لەڕەوشتە بەرزەكان و سیفەتی كەسە عاقڵەكان

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُحِبُّ الْكَرَمَ وَيُحِبُّ مَعَالِيَ الْأَخْلَاقِ وَيَكْرَهُ سَفْسَافَهَا»

وإن محبة المرء المكارم من الأخلاق وكراهته سفسافها هو نفس العقل، فالعقل به يكون نيل الخيرات في الدنيا والآخرة، ويؤنس الغربة وينفي الفاقة ، ولا مال أفضل منه ، ولا يتم دين أحد حتى يتم عقله .

والعاقل لا يخفى عَلَيْهِ عيب نفسه لأن من خفي عَلَيْهِ عيب نفسه خفيت عَلَيْهِ محاسن غيره ، وإن من أشد العقوبة للمرء أن يخفى عَلَيْهِ عيبه ، لأنه ليس بمقلع عَن عيبه من لم يعرفه ، وليس بنائل محاسن الناس من لم يعرفها ، وما أنفع التجارب للمبتدى .

والعاقل يبذل لصديقه نفسه وماله ، ولمعرفته رفده ومحضره ، ولعدوه عدله وبره ، وللعامة بشره وتحيته...

والعاقل يقيس مَا لم ير من الدنيا بما قد رأى ، ويضيف مالم يسمع منها إلى مَا قد سمع ، وما لم يصب منها إلى مَا قد أصاب ، وما بقي من عمره بما فني ، وما لم ينل منها بما قد أوتي .

جاء في الآثار -وروي مرفوعًا ولا يصح- : (لا خَيْرَ فِي صُحْبَةِ مَنْ لا يَرَى لَكَ مِنَ الْحَقِّ مِثْلَ مَا تَرَى لَهُ)

وإن من أعظم عيب المرء تلونه في الوداد.

وكم من صديق وده بلسانه 
خؤون بظهر الغيب لا يتندم
يضاحكني كرها لكيما أوده
وتتبعني منه إذا غبت أسهم

وأعجز الناس من قصر عَن طلب الإخوان وأعجز منه من ظفر بذلك منهم فأضاع مودتهم .

والعاقل لا يقصر في تعاهد الوداد ، ولا يكون ذا لونين وذا قلبين ، بل يوافق سره علانيته وقوله فعله ، ولا خير في متآخيين ينمو بينهما الخلل ، ويزيد في حاليهما الدغل.

لحا اللَّه من لا ينفع الود عنده
ومن حبله إن مد غير متين
ومن هو ذو لونين ليس بدائم
على الوصل خوان لكل أمين
ومن هو ذو قلبين أما لقاؤه
فحلو وأما غيبه فظنين
ومن هو إن تحدث له العين نظرة
يقطع بها أسباب كل قرين

العاقل لا يصادق المتلون ولا يؤاخي المتقلب ، ولا يظهر من الوداد إلا مثل مَا يضمر ، ولا يضمر إلا فوق مَا يظهر ، ولا يكون في النوائب عند القيام بها إلا ككونه قبل إحداثها والدخول فيها ، لأنه لا يحمد من الإخاء مَا لم يكن كذلك

 

وليس أخي من ودني بلسانه
ولكن أخي من ودني في النوائب
ومن ماله مالي إذا كنت معدما
ومالي له إن عض دهر بغارب
فلا تحمدن عند الرخاء مؤاخيا
فقد تنكر الإخوان عند المصائب
وما هو إلا كيف أنت ومرحبا
وبالبيض رواغ كروغ الثعالب ...